728x90 AdSpace

أخر الأخبار

الأحد، 7 يوليو 2013

المسرح المدرسي بين الكائن و الممكن : دراسة ميدانية

المسرح المدرسي بين الكائن و الممكن : دراسة ميدانية
 
إن التعليم اليوم لم يعد كما كان سابقا يقتصر على التلقين ، و حشو عقول التلاميذ بالمعارف ، وتقييم مدى حفظهم لها ، حتى ولو كان ذلك يقتل الجانب الإبداعي في شخصيتهم.
اليوم يعتبر التلميذ ذاتا واعية ،خلاقة و مبدعة لا يتطلب تعليمها سوى إثارة الدافعية و التحفيز لاكتساب المعارف ،لذا كان من الواجب تكوين أساتذة لهم من أساليب التنشيط الحديثة ما يؤهلهم لممارسة مهنتهم ،طبقا للمعايير التي من شأنها الرفع من مستوى التعليم و تجويده ،فالمدرسة لم يعد دورها إنتاج متعلمين فقط ،بل يتعداه الى انتاج متعلمين مكونين على جميع الأصعدة ،سواء المعرفية منها أو الوجدانية أو الحس حركية. قادرين في نفس الوقت على الإبداع والتألق ،قادرين على تحمل المسؤوليات الآنية  و المستقبلية.
إن الابحاث التربوية و الدراسات النفسية وكذا التوجيهات الرسمية ،أعادت النظر في الآونة الأخيرة في طرق التدريس و أهدافه،ونقحت المناهج ولو بنسب ضئيلة بما يخدم شخصية المتعلم و دمجه في الحياة اليومية ،فكان المسرح من بين هذه الإضافات النوعية – رغم الحضور المحتشم الذي يعرفه في المدرسة الابتدائية-التي ناضل من أجلها عشاق هذا الفن و الغيورون على أبناء هذا الوطن
الحبيب .
إن المسرح المدرسي يعتبر المادة الدراسية الواحيدة التي يمكن أن تخدم شخصية الطفل من جوانبها الثلاث  المعرفي الوجداني و الحس حركي ،كما أنه من خلال دروس المسرح أو الدروس الممسرحة يمكن أن يتحرر التلميذ من مشاكل تلازم العديد من الأشخاص وخصوصا أولئك المنعزلين عن العمل الجماعي و الجمعوي ،و من بين هذه المشاكل نذكر على سبيل المثال لا الحصر  الارتباك، التلعثم ،عدم الثقة في النفس ، الخجل ،الخوف ،عدم القدرة على الارتجال ، صعوبة التكيف في أوساط جديدة.
كما نهدف من خلال المسرح المدرسي إكساب التلميذ الحس الفني ،و تعرفه على تأثيثات المسرح بما هو فن ،والدفع به نحو الإبداع و اكتشاف مواهبه و صقلها.
لكن من خلال بحثنا الذي استمر لمدة سنتين إستنتجنا :
-الغياب الكلي للمسرح المدرسي داخل المدرسة الابتدائية  كمادة دراسية قائمة بذاتها لها حصصها الزمنية ،وبرنامجها الخاص ،باستثناء ظهوره ظهورا محتشما في بعض المناسبات الدينية أو الوطنية.ويمكننا ان نرجع هذا الغياب لأسباب عدة ابرزها:
     عدم إعطاء المسرح المدرسي المكانة التي يستحقها داخل المنظومة التعليمية.
     طول المقررات الدراسية و تركيز الجهات الرسمية على الكم و إهمال جودة التعليم.
     غياب الحد الأدنى من التجهيزات ،التي من شأنها تيسير سير هذا النشاط في ظروف جيدة.
      إغفال السادة الاساتذة للتكوين الذاتي في هذا الفن.
إن سياسة الارتقاء بجودة التعليم لاتزال الى يومنا هذا غير واضحة المعالم مادامت اشياء كثيرة مسكوت عنها ،من بينها المسرح المدرسي.
كما أشيد بمجهودات الأساتدة المولعين بهذا الفن، و نضالهم المستمر من أجل ترسيخ ثقافة فنية راقية، و اهتمامهم الشديد، بمستقبل أبناء هذا البلد السعيد.
من إنجاز: الأستاذ محمد ناصري
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: المسرح المدرسي بين الكائن و الممكن : دراسة ميدانية Description: Rating: 5 Reviewed By: educationtice
Scroll to Top