التعليم بالعالم القروي أمام ضعف الإمكانيات وتضحيات التلاميذ والمدرسين من أجل التحصيل.
هي وضعية صعبة تلك التي يعيشها أساتذة التعليم الإبتدائي والأطر الإدارية بالقرى المغربية، حيث إمكانية نجاح الموسم الدراسي يبقى رهينا بتضحياتهم ومثابرتهم، ومدى تحديهم لهذه الظروف، وبإقليم الخميسات وقف مركز الصحافة وحرية الرأي على نماذج حية لمجموعة مدارس بمراكزها وفرعياتها، قاسمهم المشترك نقص الوسائل وضعف البنيات التحية و غياب أبسط مواصفات وشروط الإشتغال، سواء داخل القسم أو داخل المؤسسة وما تتطلبه من مرافق صحية أو تربوية...
طبعا تختلف الحالة من مؤسسة لأخرى، لكن تبقى بعض العوائق مشتركة فيما بينها، خاصة حينما يتعلق الأمر بانفتاح المؤسسة عن المحيط ونقص التواصل بين المدرسة وأسر التلاميذ، وأيضا بعد المسافة بين المدرسة والمنزل مما يزيد من نسبة الغيابات والانقطاع عن الدراسة وبالتالي إضعاف جودة التحصيل المدرسي، إضافة إلى انعدام رياض للأطفال وأقسام تضم مستويات التعليم الأولي.
وهذا لا يعني أنه ليست هناك مؤسسات قروية تجاوزت الامر وحققت الأهم أي المردودية، فبإحدى مناطق آيت حميدان التابعة لقيادة سيدي علال المصدر (قبيلة آيت عبو)، اتيحت لنا فرصة التحدث إلى بعض التلاميذ بمجموعة مدارس آيت حمو وقسو، حيث يتم اعتماد نظام الأقسام المشتركة، ما أذهلنا هو الحضور المبكر لهؤلاء التلاميذ رغم بعد المسافات، والتحاقهم في الموعد، وانطلاق الدراسة في وقتها المحدد، مع حضور الأطر التربوية والمدير بشكل دائم في احترام تام للتوزيعات الزمنية لكل استاذ، كما أن مستوى التلاميذ في التحصيل اللغوي والعلمي والمعرفي جد ممتاز، بشكل يصعب معه تمييز المستوى الحقيقي للتلميذ داخل قسم مشترك واحد.
مركز الصحافة وحرية الرأي
0 التعليقات:
إرسال تعليق